اكتسبت الكرة السعودية بعد أن تأهل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم لأول مرة في تاريخه لمونديال كأس العالم عام 94في أمريكا الثقة والخبرة والقدرة على عدم التنازل عن الحضور الدائم مع أبرز المنتخبات العالمية في أكبر محافله الكروية خاصة وأن قوته ظلت حاضرة على الصعيد الآسيوي فقد كان في آخر كأس للقارة الصفراء وصيفاً فيما لم يتمكن البطل العراقي من التأهل عن مجموعته للتصفيات الآسيوية النهائية.
الشارع الرياضي السعودي لم يعُد يبحث فقط عن التواجد في المونديال والخروج بأسوأ النتائج والعودة المبكرة إلى الرياض بل طموحه المشاركة المشرفة والأداء الذي يقود لأدوار أكبر.
تمكُّن المنتخب السعودي من الحفاظ على حضوره الآسيوي كمرشح كبير للبطولة ومرشح أكبر لحيازة بطاقة الوصول للمونديال القادم كان وراءه دون شك جهود كبيرة من اتحاد الكرة والأندية التي لا تزال تضخ المواهب وترعاها فلم يتوقف الإمداد ولك أن تلحظ الفرق بالنظر للقائمة التي تمثل الفريق السعودي كل أربع سنوات.
لكنَّ عدم إحداث نقلة على صعيد مواجهة كبار المنتخبات العالمية وبالذات الأوروبية طوال السنوات الماضية عائد لتقوقع لاعبينا في مسابقاتنا المحلية وعدم احترافهم الخارجي لضعف تسويق عقودهم لعدم وجود وكلاء لهم فترة طويلة أو لضعف عمل الموجود منهم من جهة ولتمسك الأندية بالنجوم خوفاً من تبعات قرارات الاستغناء عنهم من جهة أخرى.
الاحتراف الخارجي وحده من سينقل كرتنا على المدى المتوسط والطويل لحالة الركود في الأداء العام للمنتحب (حضور آسيوي وتواضع عالمي) إلى مستويات المنتخبات المحترفة.
كل الرياضيين يدعمون خطوة احتراف اللاعب الدولي الشاب عبده عطيف في البرتغال خاصة أن هذا اللاعب الصغير في السِّن يتمتع بالموهبة الفنِّية والعقلية الاحترافية والانضباط والخلق الرياضي الرفيع ما جعلنا متفائلين بتجربة ناجحة مع خالص المُنى بإتمام صفقة التعاقد قريباً.
أما حسين عبدالغني فقد تفاجأت بسيناريو حصوله على عقد احتراف بالدوري السويسري دون إخضاعه للتجربة بعد التوقيع الرسمي مع نادي (نيوشاتل) ولمدة ثلاث سنوات وهو الذي تجاوز الثانية والثلاثين من العمر، وهو أول احتراف حقيقي للاعب سعودي في أوروبا، وأتمنى أن يضع قواعد خروج لاعبينا من دائرة الخوف من التغرُّب، وأن لا يعود حسين من أوروبا بعد أشهر كما حدث في تجربته السابقة مع (لوران) الفرنسي، وهو ما حدث لفهد الغشيان ثم سامي الجابر.